بات اتلتيكو مدريد منافسا جديا للريال على قلوب سكان العاصمة، فهو لم يكتف بالتألق في الليغا، بل ها هو يشق طريقه الى نصف نهائي دوري ابطال اوروبا بعد ان اقصى برشلونة بفوزه عليه في مباراة اياب ربع النهائي بنتيجة 1- صفر.
والخطورة في انجاز الاتلتيكو انه كسب المعركة القوية في غياب لاعبين اساسيين هما دييغو كوستا وأردا توران، لكن ديفيد فيا كان على موعد مع التألق في وجه فريقه السابق.
بداية، لم يكن برشلونة يدرك ان اتلتيكو سيلعب في غياب كوستا بطريقة اكثر شمولية، حيث بدا وكأن الكرة لجأت الى اقدام لاعبي اتلتيكو هربا من اقدام لاعبي الفريق الكتالوني.
وسرعان ما بانت سيطرة اتلتيكو حين سنحت الفرصة لدافيد فيا لهز شباك فريقه القديم الا ان العارضة نابت عن بينتو في الرد، لكن الكرة بقيت في احضان اتلتيكو ووجدت في نهاية المطاف كوكي يتربص بها ويطلقها قوية في الشباك ليعلن تقدم الفريق المدريدي بهدف مقابل لا شيء في الدقيقة الخامسة من المباراة.
ومنذ ذلك الوقت، بدا وكأن برشلونة ذهب الى معركة حامية دون اي سلاح، فكان اعزلا تماما امام الخطط الهجومية العنيفة لاتلتيكو. ولم تشفع الفنيات العالية لليونيل ميسي ونيمار في انتشال الفريق من حال الضياع والتشتت.
ولولا تألق العارضة والقائم، لكان اتلتيكو انهى الامور في الشوط الاول، فقد تعاقد فيا مع الخشبات الثلاث للمرمى، فأصابهما بشكل مباشر في فرصتين (د.10 ود.20) بعد ان اصاب العارضة في الدقيقة الرابعة.
واضاع ميسي فرصة ذهبية للتسجيل قدمها له نيمار على طبق من فضة بعد مجهود رائع، الا ان الارجنتيني سددها الى جانب القائم.
في الشوط الثاني، تجرع برشلونة جرعة كاملة من المعنويات، ودخل الى الملعب ليقولان الشوط الاول لم يعكس صورته الحقيقية. واعاد الفريق الكتالوني اوصال خطوطه التي كانت مقطعة، وما هي الا دقائق خمس حتى توغل نيمار حتى المربع الكبير فاضطر الحارس كورتوا الى التندخل لابعاد الكرة من بين اقدام البرازيلي وبقيت الخطورة في الهجمة نفسها قبل ان يضيعها كزافي فيسدد خارج المرمى. ومع اعتماد اتلتيكو على الدفاع الحصين، كان برشلونة يعتمد على موجات من الهجمات الخطيرة، ولكن دون جدوى.
وارتأى تاتا مارتينو ادخال دم جديد، فأشرك الكسيس سانشيز بديلا لفابريغاس، ورد دييغو سيميوني باشراك البرازيلي دييغو لمساعدة دافيد فيا انشط لاعبي اتلتيكو واكثرهم خطورة.
وترك دييغو بصمته بعد دقائق قليلة حين سدد كرة قوية حولها بينتو الى ركنية. ومع سيطرة برشلونة، اقتنص اتلتيكو فرصتين نادرتين بظرف دقيقة واحدة، حيث طالب لاعبو الفريق بضربة جزاء بعد سقوط فيا امام المرمى، ثم اضاع المدريديون بعدها مباشرة فرصة بالغة الخطورة انقذها بينتو.
وحاول نيمار ان يكون المنقذ لكن تسديدته الرأسية حيّت القائم واكملت طريقها الى خارج الملعب في الدقيقة 78.
وفيما كان الوقت يسير بخطى ثابتة نحو الدقيقة 90، اخرج سيميوني لاعبه فيا وادخل لاعب الوسط كريستيان رودريغيز، لتعزيز هذا الخط ويستغل خروج انييستا (استبدل ببيدرو)، وفي الدقيقة الاخيرة، افسد بينتو كرة هدف محقق من قبل رودريغيز، ليعلن بعدها الحكم هوارد ويب خروج برشلونة من سباق اللقب الاوروبي ودخول اتلتيكو الى قائمة المرشحين الاربعة لنيل اللقب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق