أنعش منتخب الأردن آماله في التأهل لنهائيات كأس العالم بكرة القدم
عندما نجح في الثأر من ضيفه الياباني وفاز عليه بنتيجة "2-1" في المباراة
المثيرة التي جمعتهما على استاد الملك عبدالله الثاني بالجولة السابعة
للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بكرة القدم.
وسجل هدفي منتخب الأردن خليل بني عطية بالدقيقة "45" وأحمد هايل بالدقيقة "60" وسجل لمنتخب اليابان كاجاوا بالدقيقة "69".
وتقدم منتخب الأردن بهذا الفوز للمركز الثاني برصيد "7" نقاط فيما بقي
منتخب اليابان بصدارة المجموعة الثاني برصيد "13" نقطة، فيما رفع منتخب
استراليا وسلطنة عمان رصيدهما إلى ست نقاط في المركز الثاني وتراجع المنتخب
العراقي خامسا برصيد خمس نقاط.
ونجح منتخب الأردن
في لجم طموحات "الساموراي" معولا على سلاح المرتدات الناجح إلى جانب
جماهيره التي احتشدت وشكلت عاملا مساهما في الإنتصارا التاريخي.
تعامل المنتخب الأردني مع الأطماع الهجومية المبكرة للمنتخب الياباني
بتركيز عال بهدف المحافظة على نظافة الشباك لأكبر وقت ممكن وبما يتيح
الفرصة أمام النشامى للإعتماد على عنصر المباغتة المتمثل بالهجمات المرتدة
والوصول لغاية التسجيل التي تعزز من حظوظ الفوز.
وبدا المنتخب الياباني الأكثر خطورة حيث لعب بمنظومة هجومية متناسقة منحته
القدرة على فرض السيطرة والتحكم بزمام الأمور معولا على تحركات ساكاي
جوتوكو واوكازاكي شينجي وبمساندة فاعلة من ماكوتو هاسيبي وياسويوكي كونو
وهيروشي كيوتاكي والذين عمدوا إلى تنويع الخيارات الهجومية سواء من خلال
الإختراق بالعمق أو فتح الأطراف وبما ساهم في وضع دفاع منتخب الأردن الذي
قاده بني ياسين ومحمد مصطفى وفتحي وعدي زهران ومن ورائهم الحارس عامر شفيع
تحت الضغط.
وظهر واضحا مع مضي الوقت اعتماد
المنتخب الياباني في بناء هجماته من الجهة اليمنى للمنتخب الأردني التي
تكفل بتغطيتها عدي زهران لتشكيل هذه الجهة مصدر الخطورة اليابانية والتي
كان من إحداها يعكس هاسيبي الكرة أمام كاجاوا سددها برأسه تصدى لها شفيع
ببسالة.
وشيئا فشيئا كانت الثقة تتعزز في نفوس
لاعبي منتخب الأردن حيث بدت خطورته تظهر بصورة جلية عبر اعتماده على عامل
السرعة في بناء هجماته التي قادها أبو هشهش ومرجان وبني عطية وعامر ذيب
ولعب الصيفي خلف المهاجم أحمد هايل، وكاد هايل أن يباغت اليابانيين بهدف
السبق عندما اخترق داخل منطقة الجزاء وسدد كرة بمنتهى القوة حولها ايجي
كواشيما حارس مرمى منتخب اليابان لركنية.
ولاحت
للمنتخب الياباني أخطر فرص المباراة عندما عكس كيوتاكي كرة عرضية ارتقى لها
مايدا من بين المدافعين إلا أن العارضة حرمت الساموراي من هدف محقق.
وأحسن عدنان حمد مدرب الأردن صنعا عندما استدرك مبكرا خطورة الهجمات من
جهة عدي زهران فعمد مباشرة إلى تأمين المنطقة بلاعب خبرة حيث سحب اللاعب
الشاب عدي زهران ودفع بعدنان عدوس ليقوم خليل بني عطية باللعب كظهير أيمن
مكان عدي زهران فيما تولى عدوس مهمة بني عطية في بناء الهجمات من منتصف
الميدان.
وعانى منتخب الأردن من تحفظاته الدفاعية
المبالغ بها حيث افتقرت محاولاته الهجومية للكثافة العددية في المناطق
الأمامية واعتمد عدي الصيفي وأحمد هايل على مهاراتهما الفردية في تهديد
مرمى المنتخب الياباني والتي لم تأتي بالمطلوب حيث تعامل الدفاع الياباني
الذي قاده ياسوهيتو اندو و يوشيدا مايدا و اوتشيدا اتسوتو و ساكاي جوتوكو
بسهولة بالغة مع الأطماع الأردنية.
وبغفلة من
الجميع، شهدت الدقيقة "45" الهدف الأول للنشامى عندما نفذ عامر ذيب ضربة
ركنية بالمقاس على رأس "الفهد الأسود" خليل بني عطية الذي لعبها ب"حرفنة"
من بين المدافعين سكنت الزاوية اليسرى لايجي كواشيما معلنا نهاية الشوط
الأول بتقدم النشامى بهدف ثمين.
ودخل المنتخب
الياباني الشوط الثاني بحثا عن التعديل السريع حيث بدت محاولاته جادة
للدفاع عن كبريائه وادراك هدف التعادل مبكرا ومن ثم التفكير لاحفا بالبحث
عن الفوز معولا على سرعة هجماته مما فرض على المنتخب الأردني توخي الحذر
والتعامل بتركيز ذهني عالي مع الأطماع اليابانية.
الإنضباط التكتيكي العالي الذي ساد أداء لاعبي منتخب الأردن صعب على منتخب
اليابان تشكيل الخطورة المطلوبة بفضل العمق الدفاعي المتين الذي دشنه
الدفاع الأردني ومع المساندة الإيجابية التي وجدها من لاعبي خط الوسط.
وأنقذ عامر شفيع "نجم المباراة" مرماه من فرصة هدف محقق عندما واجه كاجاو
شينجي المرمى وأطلق كرة قوية تصدى لها شفيع بثقة يحسد عليها.
ولم يتنبه المنتخب الياباني لأخطائه السابقة عندما استهتر في التعامل
بجدية مع الهجمات المرتدة الخطرة للمنتخب الأردني الذي استفاد مجددا من
تقدم لاعبي منتخب اليابان وترك مساحات شاسعة في المناطق الخلفية لتشهد
الدقيقة "60" هدف النشامى الثاني حيث تسلم أحمد هايل كرة الصيفي وسار سريعا
باتجاه المرمى مراوغا كل من قابله من المدافعين ووضع الكرة بمهارة داخل
الشباك، محرزا الهدف الثاني للمنتخب الأردن.
ووجد
الإيطالي زاكيروني نفسه في موقف لا يحسد عليه، فقام بإجراء عدة تبديلات
هدفت لإيجاد الحلول لفك الشفرة الدفاعية لمنتخب الأردن، فيما قام حمد بسحب
عدي الصيفي والدفع بدلا منه بعبد الله ذيب بهدف احداث اغلاقات مشددة في
منتصف الميدان وبما يضمن تربيط مفاتيح اللعب بصفوف منتخب اليابان.
ونجح المنتخب الياباني في تتويج أفضليته الهجومية بالهدف الاول بالدقيقة
"69" عندما اخترقت كرة طويلة الدفاع الأردني لتصل لكاجوا الذي وجد نفسه
وحيدا في مواجهة شفيع ليسدد بحسب الأصول معلنا هدف اليابان الأول.
ولم تمض سوى دقيقة واحدة على هدف اليابان الاول حتى كان عبد الله ذيب
يرتكب خطأ ضد مهاجم ياباني احتسبها حكم اللقاء الإيراني رضا فاغاني ضربة
جزاء تصدى لها "شفيع".
وعاد شفيع مجددا ليثبت بأنه "حوت آسيا" عندما أمسك بتسديدة كاجوا في الوقت الذي دفع فيه حمد بحمزة الدردور بدلا من عامر ذيب.
واحتسب حكم اللقاء أربع دقائق كبدل وقت ضائع نجح خلاله المنتخب الأردني في
استهلاكها ليخرج في النهاية فائزا بهدفين "2-1" وسط فرحة عمت المدرجات.