دافع محمد ابوتريكة النجم المصري المحترف في صفوف فريق بني ياس
الإماراتي، عن رابطة جماهير الأهلي المصري المعروفة ب" الألتراس"، مؤكدا
انهم ليس لهم علاقة بأعمال العنف والشغب والحرائق التي تعرضت لها العاصمة
المصرية القاهرة، في أعقاب الحكم في قضية مذبحة إستاد بورسعيد، مضيفا " من
يمتلك الأدلة على تورطهم في مثل هذه الأعمال فليقدمها إلى النيابة والقضاء
"! .
وكانت أعمال عنف وشغب قد أندلعت عقب الحكم على
المتهمين في قضية أحداث بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 مشجعا للنادي الأهلي،
وذلك إعتراضا على هذه الأحكام التي تضمنت الحكم بإعدام 21 متهما، بينما
عوقب 5 متهمين بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة، و10 متهمين بالسجن 15 سنة من
بينهم مدير أمن بورسعيد السابق، علاوة على الحكم على 6 متهمين بالسجن لمدة
10 سنوات ،ومتهمين إثنيين بالسجن لمدة 5 سنوات ومتهم واحد بالسجن لمدة
سنة، بالإضافة إلى تبرئة 28 متهماً من بينهم سبعة من قيادات الشرطة.
وأسفرت هذه الأعمال عن حرق مبنى إتحاد كرة القدم المصري بالكامل، ونهب
محتوياته، وتدمير مقتنياته وسجلاته، وهو نفس ما حدث في أحد اندية الشرطة
بمنطقة الجزيرة بالقاهرة.
وقال أبوتريكة في فقرة
من برنامج " هنا أبوظبي" على قناة أبوظبي الرياضية، " أن الامور لابد أن
تُدرس بروية، وتقديم المجرمين المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة، خاصة
وأن هناك تسجيلات تظهر بوضوح من قاموا بمثل هذه الجرائم"، مستبعدا أن يكون
لألتراس الأهلي علاقة بهذا الموضوع متسائلا: " من قال أن من فعل هذه
الجرائم هم من الألتراس، لقد عاشرتهم فترات طويلة، وانا قريب منهم، وهذه
ليست عقليتهم، ومعروف عنهم ان وسائل التعبير عن أرائهم سلمية ".
وأستدرك لاعب المنتخب المصري: " لو ان هناك جزء من جماهير الألتراس هي
التي فعلت مثل هذه الأفعال، فتصرفاتهم "مندسة" ولا تعبر عن السلوك العام
الذي أعرفه"، موضحاً انه يبني أرائه على واقع معرفته بشباب الالتراس خاصة
بعد مجزرة إستاد بورسعيد، حيث كانت لديهم معرفة جيده بأسر الضحايا، مستطردا
" إذا كان أحد يستطيع أن يقدم معلومات تفيد القضاء فليقدمها".
وفي سؤال حول إمكانية قيام أبو تريكة بمبادرة لزيارة مدينة بورسعيد تشبه
مبادرته التي أعلنها في أعقاب أحداث العنف والتوتر الإعلامي والشعبي عقب
مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم، بأنه كان يتمنى أن يذهب إلى
جنوب افريقيا لتشجيع الجزائر في المونديال ، قال أبوتريكة: " الإنسان لابد
أن يختار الوقت المناسب لمثل هذه المبادرات الحساسة، وتبقى بورسعيد محافظة
مصرية، وكمصري لابد من الحفاظ على وحدة الشعب المصري، ولكن الوقت الحالي
غير مناسب والظروف غير مستقرة، وربما لو ذهبت إلى هناك تزداد الأمور
إشتعالا."
ورفض نجم المنتخب المصري رفضا قاطعا إمكانية
لعبه مرة أخرى في محافظة بورسعيد في المستقبل قائلا: " اللعب في بورسعيد لا
.. فهي مرتبطة بأسوأ ذكريات في حياتي، يوم المجزرة ، وعندي رفض نفسي رهيب
لا يمكن تجاوزه."
وأعتبر ابوتريكة ان رفضه
المشاركة في مباراة السوبر المصري في بداية الموسم الكروي الحالي مع الاهلي
أمام فريق إنبي، كان لظروف خاصة وتخدم القضية التي يتبناها من اول يوم من
احداث إستاد بورسعيد، قائلا " من الممكن أن أضحي بأي شيء في سبيل هؤلاء
الأولاد."
وكانت جماهير الألتراس قد اعترضت على إقامة
مباراة السوبر قبل بداية الموسم دون صدور أحكام في القضية، وفاجأ ابوتريكة
فريقه بالإعتذار عن خوض هذا اللقاء تضامنا مع مطالب الجماهير، وترتب عليه
ان وقعت عليه إدارة الأهلي غرامة مالية قدرها نصف مليون جنيه وإيقافه
شهرين، رغم تقدمه بإعتذار رسمي.
وفي صدد اخر أعترف المحترف
المصري في صفوف فريق بني ياس، انه لم يقدم شيئاً بعد لناديه الجديد
موضحا: " لم أقدم الإضافة الفنية الحقيقية لبني ياس حتى الأن، وسأحاول بعد
التعافي من الإصابة أن أكون جاهزا وتعويض ما فات، وذلك بعد إستنئاف نشاط
دوري المحترفين الإماراتي بعد أسبوعين."
وكان ابوتريكه قد
أُعير في يناير الماضي إلى بني ياس لمدة 6 شهور، حيث لعب منذ إنتقاله
مباراتين وأحرز هدفين، في مرمى العين في دور الثمانية لمسابقة كأس رئيس
دولة الإمارات، والتي خسرها بني ياس 1-2، اما الهدف الثاني فسجله في
مباراة فريقه أمام فريق دبي التي أنتهت لصالح بني ياس بخماسية نظيفة في
الدوري.
في حين غاب اللاعب عن 5 مباريات متتالية ( 3 في الدوري وواحدة في كأس المحترفين، واخرى في بطولة أندية الخليج).
وأعتبر أبوتريكة ان سعي بني ياس لتمديد التعاقد معه رغم عدم تقديمه لمستواه، هي ثقة يُشكر عليها النادي.
وأشار أبو تريكة إلى أن دوري المحترفين الإماراتي يعيبه إقتصار المنافسة
على فريق او فريقين، وهو ما يجهض دوافع باقي الأندية، مؤكدا أن المصلحة أن
تكون هناك أندية منافسة عديدة.
ورفض أبوتريكة ما يقال عن
أن إحترافه في الدوري الإماراتي يعد عودة خطوة إلى الخلف قائلا : " ان
الأندية تمتلك مقومات فنية متميزه، ولكن المواهب الكروية قليلة."
واكد المحترف المصري أن المواهب الكروية الإماراتية، وعلى رأسها عمر عبد
الرحمن لاعب نادي العين، واللاعب عامر عبد الرحمن لاعب بني ياس، قادرة على
الأحتراف في اوروبا، مشيرا إلى أن الطموح هو الذي يحرك رغبة اللاعب في
الإحتراف الخارجي.
اما بالنسبة له فأنه كان يتلقى العديد
من العروض على مدار مشواره السابق لكن " الإختيار الرباني" هو الذي جعله
يتمسك بالبقاء في صفوف الأهلي، حيث كان يحرص في كل مرة يتلقى فيها عرضا،
على "صلاة الإستخارة" لحسم أمره وكان الإختيار لاحقا بالبقاء في صفوف
الأهلي.
ورفض ابوتريكة الرد على بعض الإنتقادات التي خرجت
بحقه من لاعبين مصريين مثل ميدو وإبراهيم سعيد على شبكات التواصل
الإجتماعي، مؤكدا: "هم زملاء ملاعب تعايشت معهم في صفوف المنتخب، وكل واحد
له وجهة نظر تحترم، ولابد من تقبلها" ، نافيا أن يكون هناك إتصال بينه وبين
هذين اللاعبين .
وأختتم لاعب بني ياس تصريحاته بأنه لا
ينوي الإعتزال إلا بعد تحقيق أهدافه الكروية، والتأهل إلى نهائيات كأس
العالم بالبرازيل 2014 مع المنتخب المصري وهي أخر أهدافه التي يسعى إليها.