رضا عنتر لاعب بزغ نجمه من بداية مشواره و يحمل الشيء الكبير من الموهبة النادرة التي منحه ياها الله وكان صاحب فكر كروي قل نظيره ، فبعد فترة قصيرة في الدوري اللبناني المحلي وتألقه الكبير وإحراز عنتر اللقب مع الفريق الجنوبي كان لا بد للفتى الصغير أن يبحث عن مغامرة أخرى فكان أن أبحر باتجاه القارة العجوز وتحديد إلى احد أشهر الدوريات العالمية والأوروبية إلى الدوري الألماني وصل إلى هامبورغ النادي صاحب الشعبية الكبيرة في أوروبا وألمانيا.
نجح الفتى اللبناني في الاختبار وأصبح أول المحترفين اللبنانين في أوروبا وألمانيا لا بل أشهر وانجح من مارسوا لعبة الرؤوس والأقدام من عرب آسيا في بلاد الألمان كان الجميع يترقب في لبنان كيف سيظهر عليه سفير الكرة اللبنانية ويوما بعد أخر بدأت تتوالى الأخبار الجميلة خاصة بعد تسجيله للهدف الأول في البوندسليجا.
نجح رضا عنتر ..نجح لبنان أصبح البلد الذي تتوسط رايته الأرزة الخضراء محط أنظار واهتمام الأمان، اين هو هذا اللبنان وأين يقع ..راحت الجماهير الألمانية تتسائل وبدأت من خلال رضا عنتر تتعرف أكثر وأكثر على الوطن الذي كان قد خرج لتوه من حرب أهلية طاحنة وصلت أصدائها إلى الكواكب الأخرى لكن موهبة عنتر ولمساته وإبداعه اللامتناهي ومن جولة إلى أخرى بدأت تغير الصورة عن هذا الوطن ليثبت أن في لبنان مواهب وعباقرة قادرة على أن تنال كل الاحترام والتقدير حتى وان كان ذلك في بلاد بكنباور ومولر وماتيوس واوليفر كان.
وقع رضا عنتر على كشوفات نادي هامبورج الألماني أواخر العام 2001 وبعدما ترك بصمة لن تمحى في تاريخ النادي الجنوبي.
كان الاختبار الألماني صعبا لكن مع موهبة بحجم رضا عنتر كان كل شيء يبسط
في موسمه الأول مع النادي الألماني، لعب رضا في 6 مباريات وسجل هدفا وحيدا طيلة الموسم وكان أول هدف للاعب لبناني في عالم الاحتراف، أمام نادي نورمبيرج ضمن الجولة ال25 من بطولة الدوري، في الدقيقة 85 من المباراة التي انتهت بفوز هامبورغ بثلاثة أهداف لهدف وحيد، وقد تحدث رضا عن ذلك الهدف حيث أكد أن الفرحة كانت كبيرة جدا ولم يتمكن من تمالك نفسه، فخلع قميصه مما دفع الحكم إلى إعطائه البطاقة الصفراء.
وفي الموسم التالي، بقي رضا مع هامبورغ ، حيث كانت فرصته أكبر في اللعب وإثبات نفسه في وسط ميدان الفريق الألماني، فلعب 23 مباراة وسجل هدف وحيد وبعد موسمين في هامبورغ انتقل سفير الكرة اللبنانية رضا عنتر إلى نادي فرايبورج الصاعد حديثا إلى دوري الدرجة الأولى الألماني في أغسطس من العام 2003.
فرض رضا نفسه بقوة في التشكيلة الأساسية للمدرب فولكر فينك منذ بداية الموسم، وبالرغم من معاناة الفريق ومشاكله العديدة إلا أن رضا كان الملهم والأمل الجديد بالنسبة لعشاق النادي الألماني، فأنقذ الفريق في العديد من المباريات خصوصا في موسمه الأول مع الفريق، حيث سجل 7 أهداف في بطولة الدوري.
وفي مجموع عام لعب رضا 98 مباراة مع فرايبورج في كافة البطولات المحلية، سجل خلالها 27 هدف، أبرزها الهاتريك في مرمى بوخوم في موسمه الأول في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بأربعة أهداف مقابل هدفين، بالإضافة إلى هدفه الرأسي الرائع في مرمى شالكة ضمن المرحلة الأخيرة من بطولة الذهاب لموسم 2004-2005، كذلك هدفه الرائع في مرمى كايزلسلاوترن في موسم 2005-2004 والذي اختير هدف الشهر بحسب الإعلام الألماني كانت كل هذه الأخبار مدعاة فخر لكل من يحمل الجنسية اللبنانية من مقيمين ومغتربين.
وقد احتل فرايبورج المركز الرابع عشر في أول موسم له في الأولى مع لاعبه اللبناني، لكن المشاكل عادت من جديد مطلع الموسم الجديد، فكان دوري 2005 كالكابوس على الفريق الألماني، بالرغم من سعي رضا وزملائه واستبسالهم داخل الميدان، إلى أن الفريق حلّ في المركز الأخير وهبط إلى الدرجة الثانية وتمت إقالة المدرب. وفي أواخر العام 2007 ترك رضا فرايبورج في رحلة بحث جديدة عن النجاح فحط الرحال في كولن كان كولن يعاني الأمرين في دوري الدرجة الثانية الألماني، كما أن خط وسط الفريق كان ضعيفا جدا وبحاجة إلى لاعب قائد ومشاكس يلعب بقوة وإصرار في الفريق، فما كان للنادي إلى أن وقّع عقدا مع رضا عنتر بهدف العودة من جديد إلى دوري الدرجة الأولى.
ومع كولن، لعب رضا في موسمه الأول 2007-2008 46 مباراة سجل خلالها 7 أهداف أمام بوخوم وماينز وأوفيمباخ، بالإضافة إلى هدف الموسم بالنسبة للفريق الألماني بأقدام الفتى اللبناني في مرمى ويسبارن في أول موسم له مع الفريق في 23 آذار 2008. لينجح في قيادة الفريق إلى الدرجة الأولى بعد ثلاث سنوات من الهبوط بحلولهم في المركز الثاني برصيد 60 نقطة.
وتعتبر التجربة الاحترافية لرضا مع كولن هي الأفضل في مسيرته، كون رضا قد اكتسب الخبرة الكبيرة والفكر الكروي المميز الذي أهله ليصبح أحد أبرز اللاعبين على الساحة الآسيوية والعربية
اللعب في الصين
وفي منتصف الموسم 2009 جاء العرض الصيني ليوقع رضا لشاوندوج ليونينج في أوائل مارس 2009
وعد رضا فوفى، فبعد موسم ونصف من حضوره إلى الصين نجح في تحقيق لقب بطولة الدوري مع شاندونج كما لعب في بطولة دوري أبطال آسيا،أيضا بطولة الكأس وأصبح القائد والملهم للفريق البرتقالي في بلاد المليار و300 مليون نسمة
وصنّف كأحد أبرز النجوم على الساحة الآسيوية واختير أفضل لاعب أجنبي في تاريخ النادي وأصبح معشوق الجماهير في الصين ولأجله فقط باتوا يرفعون العلم اللبناني وصور قائد منتخب الأرز ، أهداف كثيرة وعديدة ولمسات قل نظيرها في الدوري الصيني للمحترفين.
جوائز عديدة بدا يحصدها سفير الكرة اللبنانية في منافسة مع أهم اللاعبين الذين سبق لهم وان لعبوا في دوريات أوروبية كبيرة حتى أصبحت الصحافة الصينية والآسيوية تتغنى به وبقيادته لفريق شاندونج.
منتخب الأرز
لم تكن مسيرة رضا مع المنتخب الوطني مسيرة سهلة، فمعاناة المنتخب ليست وليدة صدفة أو ظرف زمني، إنما هي معاناة كبيرة منذ سنوات، فلولا انتفاضة الكرة اللبنانية بقيادة رضا وفرسان الأرزة كان المنتخب اللبناني ما زال يتربص في مستنقع المعانات الطويلة.
فرضا منذ تصاعد بريقه، لعب مع المنتخبات الوطنية من شباب إلى أولمبي وصولا إلى المنتخب الأول.
ولعل تألق عنتر لبنان مع المنتخب الوطني، كان في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، حيث أصبح الحلم حقيقة، وبالعزيمة والإصرار أصبح لبنان قادر على تحقيق المعجزة والحلم الكبير، فكان بداية التألق أمام الإمارات في الدور الثالث للتصفيات، بهدف رأسي في المباراة التي فاز بها لبنان بثلاثة أهداف لهدف، كانت كرة القدم اللبنانية تعيش معاناة كبيرة .وسط تجاهل من قبل الدولة اللبنانية وغياب شبة تام للأعلام والجماهير عن اللعبة الشعبية الأولى فقاد عنتر انتفاضة إعادة للأرزة اخضرارها تحت إشراف المدير الفني ثيو بوكير فكانت هزيمة منتخبات كان مجرد التفكير.
بتسجيلها هدف في مرماها هو ضرب من الخيال فحضر الشمشون الكوري وأذاقهم عنتر ورفاقه الخسارة المرة أمام حشود غفيرة حضرت إلى الملعب والملايين من اللبنانيين عبر الشاشات في لبنان وبلاد الاغتراب حتى أصبح اسم منتخب لبنان هو معروف ، نجح المنتخب اللبناني بقيادة عنتر بتوحيد اللبنانيين المنقسمين بفعل السياسة على كل شيء وبالإضافة إلى هدفه في مرمى إيران ضمن الدور الحاسم للتصفيات بكرة رأسية هزت الشباك الإيرانية وهزت معها كامل لبنان من شماله حتى جنوبه، هزت شعباً هتف باسم القائد، باسم الفتى اللبناني رضا عنتر الذي كان يحمل على أكتافه أمال شعب كامل ملّ الحروب والويلات ويبحث عن متنفسه الوحيد داخل الساحرة المستديرة بحلم المونديال البرازيلي.
ساحر الكرة اللبنانية رضا عنتر في سطور
هو من مواليد 12 سبتمبر 1980 هو قائد منتخب لبنان الوطني وصانع ألعابه وأفراحه حيث يلعب في صفوف المنتخب اللبناني منذ سنة 2000، وشارك معه في بطولة كأس آسيا 2000 التي أُقيمت في لبنان. بدأ مسيرته الكروية مع نادي التضامن صور في عام 1998، ولعب معهم حتى عام 2001. في عام 2001 انتقل إلى نادي هامبورغ الألماني، ولعب معهم حتى عام 2003، وشارك معهم في 23 مباراة وسجل هدفين.
في عام 2003 انتقل إلى نادي فرايبورج الألماني، ولعب معهم حتى عام 2007، وشارك معهم في 98 مباراة وسجل 26 هدف. لعب لنادي كولن الألماني في البوندسليجا وكان السبب الرئيسي في صعوده وتألق بشكل كبير ونال أكثر من مرة جائزة هدف الشهر في ألمانيا.
انتقل إلى نادي شان دونج ليونينج الصيني في العام 2009 وحقق معهم لقب الدوري موسم 2010 ولا يزال معهم حالياً ،ساهم في انجازات كبيرة لمنتخب الأرز وكان من احد أهم العناصر التي أوصلت إلى لبنان إلى مكانة كبيرة على الخارطة الآسيوية والعربية ارقام القمصان التي ارتداها وحيث بدا مسيرته في البوندسليجا مع الديناصورات (هامبورغ) مرتديا القميص رقم 19 ثم انتقل إلى نادي فرايبورغ موسم 2003-2004 وارتدى القميص رقم 12 وليبدل الرقم في الموسم التالي مع فرايبورج ويصبح حاملا للرقم 20 وبقي يلعب في هذا الرقم حتى عام 2007 الذي انتقل خلاله لنادي كولن وفي كولن أيضا ارتدى الكابتن رضا عنتر القميص رقم 20 حتى مارس 2009 التاريخ الذي انتقل فيه الى شاندونج ليونيج في الصين وارتدى معه الرقم 18.
هو كطائر الفينيق حلق عاليا في سماء البوندسليجا رافعا فوق رأسه راية الوطن ..راية الارز3> فكان للوطن خير سفير وجعل القارة الأوروبية تصفق لأبداعات شاب انطلق من بلد لم يكن ليسمع به احد.. فصار اسما لامعا وأين !! في بلاد ماتيوس ومولر واوليفر كان وفرانس بيكنبارو وشفانتشتايجر وبالاك وغيرهم رسم بأقدامه أجمل اللوحات الكروية وبقيادته للمنتخب الوطني إلى الانجاز الأهم والأبرز سيبقى اسم رضا عنتر مخلدا في التاريخ وللأجيال القادمة كأحد أعظم لاعبي كرة القدم العرب واللبنانيين.
Tags
الكرة العربية