نـواصل الحديث في الحلقة الثانية من مناهج الكرة الإفريقية وهذه المرة نتناول منطقة غرب القـارة والتي تشهد بدورها عدة تنوعات :
دول تخضع للمدرسة الفرنسية وتضـم كل من : موريطانيا , مالي , النيجر , بركينافاسو , كدتفوار , الطوغو , البنين , السينغال , غينيا , غينيا بيسـاو .
دول تخضع للمدرسة الإنجليزية وتضم كل من : سيراليون , ليبيريا , غامبيا , غانا , نيجيريا
استثناء : جزر الرأس الأخضر : تخضع للمدرسة البرتغالية
وفي هذه الحلقة الثانية سنتحدث عن الدول التي تنتمي إلى المدرسة الفرنسية :
السينغال : دولة متأثرة بالمدرسة الفرنسية على طول الخط , حتى أن الجيل العظيم لأسود التيرنغا والذي كان يضم في صفوفه الحاجي ضيوف وخاليلو فاديغا وهنري كامارا سمي بمنتخب فرنسا الثاني آنذاك و الذي أطاح بمنتخب فرنسا الأول في مونديال 2002 و وصل حتى إلى الربع النهائي , واندثر لمعان هذا الجيل بعد ذلك ليستقر فقط على المشاركات في الكؤوس الإفريقية وكانت أبرز مشاركاته أولا نهائي كان 2002 بمالي ثم نصف نهائي كان 2006 بمصر أما كأس العالم فقد ضيع تأهل سهل لصالح منتخب توغو في تصفيات مونديال 2006 ليحرم من ثاني مشاركة له على التوالي في المونديال ولم يتغير أسلوب السينغال تماما إذ يعتمد على الجانب البدني والصراعات البدنية ويعتبر السينغال من بين الدول المهمة التي تصدر اللاعبين إلى أوروبا , كذلك استفاد السينغال كثيرا من ما يسمى بقانون البهماس الذي يتيح له ضمان عدد كبير من اللاعبين الذين تكونوا في أوروبا ولعبوا لمنتخباتها في الأصناف الصغيرة وهم من أصول سينغالية , ويضم اليوم المنتخب السنيغالي اليوم مجموعة من اللاعبين الممتازين و خاصة المهاجمين الذين ينشطون في أحسن الأندية الأوربية في صورة :
ديمبا با لاعب شيلسي وبابيس ديمبا سيسي لاعب نيوكاسل و سمبا سو لاعب غالاتاسراي لكن تبقى نتائج السنيغال حاليا بعيدة عن المطلوب ويرى البعض أن السنغال ينقصها فقط مدرب محنك لتكرر ماحققه الراحل برونو ميتسو سابقا ولا يرون ذالك في المدرب الحـالي ألان جيراس .
مالي : يتشابه كثيرا مع وضع السينغال بل هو نسخة طبق الأصل عنه , ويعتير مالي من أهم الدول المصدرة للاعبين أيضا من خلال مدرسة تكوين ساليف كايتا هذا الأخير الذي كان لاعبا مميزا ومشهورا في السابق ويعتبر رمز الكرة المالية كما يعتبر نجله سايدو كايتا أحسن خلف لأبيه , ولم يحقق المنتخب المالي أي انجاز لا على الصعيد القارى ولا العالمي , إذ تعتبر أحسن نتيجة له هي الوصول إلى نهائي الكان مرة وحيدة فيما مضى من السبعينيات , ويعتمد المنتخب المالي على اللاعبين أصحاب البنية القوية في صورة : الشيخ دياباتي لاعب بوردو الفرنسي حاليا ويملك المنتخب المالي تعداد غني من اللاعبين المحترفين غير أن نتائجه ليست بالمبهرة
كوت ديفوار : ورغم انتمائها للمدرسة الفرنسية إلا أنها كرة مختلفة فهي ما يطلق عليها بالكرة الشاملة في إفريقيا أو هولندا إفريقيا , كرة ممتعة ومليئة بالمواهب الرائعـة , ساحل العاج الذي كان يضم في صفوفه هداف كبير هو لورون بوكو والذي حطم رقمه القياسي في الكان صامويل ايتو مؤخرا فقط انجب ماهجم من طراز أرفع وأبرع هو ديدي دروغبا هذا اللاعب الفذ الذي حبس رفقة زملائه في ثكنة عسكرية بعد اخفاق كدتفوار في ’’كان’’ مالي 2002 لينتفض بعدها الفيلة ويحققون أول تأهل إلى كأس العالم في 2006 رغم أنه كان بمساعدة مصر التي أجبرت الكاميرون على التعادل في باوندي ومشاركة ثانية مستحقة في 2010 وفي كلا المشاركتين خرج الكدتفوار من الدور الأول رغم عروضه القوية لكنه لم يكن محظوظ لأنه في كل مرة كان يقع في مجموعة الموت , كدتفوار لا يشبه هولندا في الأسلوب ولون القميص فقط بل في الحظ العاثر أيضا في النهائيات أيضا فالجيل الحالي الذي يعتبر أقوى جيل في كوت ديفوار لم يتوج بكأس إفريقيا واكتفى بالوصول إلى نهائي كان 2006 في مصر ونهائي كان 2012 بغينيا الاستوائية و الغابون ليستقر على لقب إفريقي وحيد المحصل سنة 1992 في السينغال ويعتبر منتخب كدتفوار الحالي من بين أقوى المنتخبات العالمية وليس الإفريقية فقط إذ يضم لاعبين من أعلى المستوى ويكفي أن نذكر يايا توري الذي تم إعلان اسمه مؤخرا من بين 23 المرشحين لنيل الكرة الذهبية .
غينـيا : يمكن أن نقول عنها كدتفوار الصغيرة , فالكرة الغينية أيضا كرة ممتعة وهجومية تشتهر دائما بالأجنحة الذين يمتازون بالسرعة والمهارة الفائقة وكلنا يذكر اللاعب الممتاز فودي مونصاري , واليوم يملكون مثلا الحسن بانغورا لاعب رايو فاليكانو وتراوري لاعب شتوتغارت , وكغيره من المنتخبات يعتمد المنتخب الغيني على لاعبيه المحترفين في مختلف البطولات الأوربية بعدما كان يعتمد سابقا على كرته المحلية وفريق حافيا كوناكري الشهير , ولم يبرز المنتخب الغيني لا قاريا ولا عالميا وكانت أحسن نتيجة له هو نهائي كأس إفريقيا في السبعينيات ويعتبر اللاعب باسكال فايندونو من أحسن اللاعبين الذين مروا على المنتخب الغيني إضافة إلى تيتي كامارا و كابا دياوارا
بوركينافاسو : رغم أنها تجاور كدتفوار وعدة دول متمرسة في كرة القدم إلا أن فولتا العليا سابقا كانت من بين الدول المجهرية في عـالم كرة القدم وليس لها باع تماما لكن بعد أن نظمت كأس إفريقيا 1998 تطورت بوركينافاسو كثيرا , أصبحت اليوم من الدول الإفريقية البارزة على مستوى القارة وبالتالي فان إستراتيجية الاتحاد البوركينابي كانت ناجحة لأن بوركينافاسو اعتاد على المشاركة في الكؤوس الإفريقية بل وقد وصل في النسخة الأخيرة إلى النهائي وخسره بصعوبة أمام نيجيريا بهدف ويعتبر هذا الجيل أحسن جيل في تاريخ بوركينافاسو والذي ضم لاعبين ممتازين مثل :
بيترويبا وألان تراوري وأرستيد بانسي وشارل كابوري .
الطوغو : كرة فرنكوفونية على طول الخط فهي تعتمد على الجانب البدني والتكتيكي بصورة أساسية وحتى على مستوى المدربين فقد كان النصيب الأكبر من المدربين للمدرسة الفرنسية و أخرهم المدرب ديدي سيكس غير أن النجاح الأكبر والوحيد والمتمثل في التأهل لنهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 كان مع مدرب نيجيريا الحالي وهو المدرب سيتفان كيشي والذي أقيل أنذاك قبل المونديال , ويعتبر اللاعب ايمانويل اديبايور أحسن و أشهر لاعب في تاريخ طوغو , كما يعتبر الجيل الحالي لطوغو أكثر جيل يضم محترفين على مستوى جيد مثل أليكس روماو لاعب مرسيليا
وسرج غاكبي لاعب نانت والأوان أييتي .
البنين : نفس الشيء ينطبق على البنين مثلما تحدثنا على طوغو , ورغم ان الكرة البنينية مغمورة تاريخيا و لم تحقق أي انجاز لكنها انتفضت في العشرية الأخيرة وتواجد اسم البنين في عدة دورات في كأس إفريقيا مؤخرا بفضل بعض اللاعبين الممتازين مثل الهداف الرائع عمر تشاموغو في وقت سابق لاعب غانغون الفرنسي وحاليا ستيفان سيسنيون ورزاق أوتويوموسي صاحب الأصول النيجيرية .
موريطانيا : كرة بدنية هي الأخرى تعتمد على أصحاب البنية القوية , لكن ما يعاب عليها أنها غير منتجة للاعبين إلى أوروبا وبالتالي لم يستفد المنتخب الموريطاني من هذه النقطة خاصة وأن الأشقاء في موريطانيا مازلوا هواة في هذه اللعبة على مستوى الدوري المحلي , لكن طفرة المنتخب الموريطاني مؤخرا ونجاحه في التأهل إلى كاس افريقيا للمحليين على حساب السينغال تنبأ بكل خير لهذا الدولة الشقيقة ولم يبرز لاعبون موريطانيون على الساحة الدولية ويمكن لنا أن نذكر فقط بعض الأسماء مثل ولد التيقيدي الذي كان محترفا في الجزائر و الآن دومنيك سيلفا لاعب الأهلي المصري دون أن ننسى الموهبة الشابة المعولة عليها كثيرا في المستقبل القادم إن شاء الله وهو أدما با لاعب باستيا .
النيجير : رغم مجاورتها لعدة دول قوية في كرة القدم إلا أنا النيجر لا يملك تقاليد كروية على صعيد القارة السمراء وقد انتظر النيجر إلى غاية سنة 2012 ليحقق أول مشاركة له في كأس إفريقيا وألحقها بمشاركة ثانية على التوالي بعد ذلك سنة 2013 , ونفس الشيء يقال عن الكرة في النيجر فيما يخص أسلوبها الذي يعتمد على القوة البدنية ولعل أبرز الاسماء المعروفة في منتخب النيجير هو موسى مازو لاعب فيكتوريا غيماريش حاليا و كذا المدافع الصلب محمد شيكوتو الذي كان محترفا في تونس .
غينيا بيساو : دولة مجهرية في كرة القدم الافريقة وصراحة لم اجد ما اتحدث به عن هذه الدولة فعذرا لعشاق غينيا بيساو .
عذرا على الإطناب في هذه الحلقة و شكرا في الحلقة القادمة سنتناول دول غرب إفريقيا الخاضعة للمدرسة البريطانية
الناقد الرياضي : هاني خير الدين