لم ينتقل اتلتيكو مدريد او برشلونة الى خارج الاراضي الاسبانية من اجل مواجهتهما الاوروبية في دوري الابطال. فاستضاف ملعب الكامب نو مباراة الذهاب بين الفريقين، مع كل ما تحمله من معاني الصراع ان بين مدينتي مدريد وبرشلونة من جهة، او على اثبات احقية استمرار حمل المشعل الاسباني في دوري الابطال من جهة ثانية، او حتى في ما خص الاستراتيجية الارجنتينية بين المدربين دييغو سيميوني وتاتا مارتينو.
دخل الفريقان ارض الملعب بعقلية مواجهات الليغا، بمعنى وضع الخبرة التي اكتسباها من مواجهاتهما السابقة في ميدان الاختبار الاوروبي الحقيقي. ويمكن اختصار الشوط الاول بكلمة واحدة وهي "المعاناة" فقد شهد هذا الشوط معاناة كبيرة لتشكيل خطورة حقيقية على مرمى كل من الفريقين، ومعاناة للاعبين حيث اصيب جيرار بيكيه (د.12) فاستبدل باللاعب بارترا، فيما اصيب اتلتيكو بخيبة كبيرة اثر عدم قدرة دييغو كوستا على اكمال المباراة (رغم محاولاته التحامل على الالم) فاستبدل ايضا باللاعب دييغو (د.27).
الخوف من الاهداف جعل اتلتيكو يرتد الى الخلف بشكل اكبر رغم ان الفرص الحقيقية والاخطر كانت لصالحه (واحدة في الدقيقة الخامسة من دافيد فيا مرت الى جانب القائم، واخرى لفيا ايضا تكفل في ابعادها الحارس بينتو). وفي حين نجحت الخطة الدفاعية المفروضة على ميسي، الا انها لم تمنعه من التمرير بشكل غير متوقع كمريرة سحرية لانييستا على باب المرمى لم ينجح الاخير في تحويلها الى هدف.
الشوط الثاني لم يكن افضل من حيث الخطط انما من حيث الاهداف. ففي الدقيقة 55 سدد دييغو تسديدة قوية من خارج المربع شقت طريقها الى مرمى بينتو الذي عجز عن صدها، وسط ذهول وترقب الجميع.
بعدها بربع ساعة، كان لنيمار موعد مع السعادة حين دخلت كرته شباك الحارس الفرنسي تيبو كورتوا ملنة عن تعادل الفريقين من حيث النتيجة. والحقيقة تقال ان هذا الشوط كان بمثابة الاخ التوأم للشوط الاول انما مع هدفين جعلا مهمة برشلونة اكثر صعوبة.
وبقيت الخطورة تحوم فوق رؤوس الجميع لان اي هدف لاي فريق كان سيجعل الاوضاع معقدة جدا، فزاد عناد اتلتيكو من الناحية الدفاعية، وزاد اعتماد مدريد على الهجمات المرتدة من نحية ثانية. لكن الواقع فرض نفسه، وانتهت المباراة بهذه النتيجة، وسيتواجه الفريقان في الاياب على ارض مدريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق