-->

عصام الغويري يكتب : حيمودي .. بخطى ثابتة نحو الماراكانا



عصام الغويري – بنظرة هيلوكيبترية على المونديال يلاحظ الناظر بأن هنالك إثنان وثلاثون منتخباً يتنافسون على رفع الكأس الغالية فقط دون علم بخفايا الامور ودقائق التفاصيل ,و لو نظر عين الناظر بنظرة مجهرية على المونديال للاحظ ان التنافس لا ينحصر فقط بين هذه المنتخبات فوسائل الاعلام تتنافس على اي سبق صحفي او معلومة حصرية تعنى بمنتخب معين او نجم محدد ,وحراس المرمى يتنافسون على قفاز ذهبي ربما يجلب الكأس لبلادهم , ولذلك فإن الحكام ايضاً يتنافسون فيما بينهم, فالكل يريد ان يصل صوت صافرته عنان السماء ويثبت للجميع عدالة قرارته ودقة ماقرر .
ومع الأخطاء التحكيمية الكبيرة التي شهدناها في هذا المونديال خصوصا في دور المجموعات أيقن الجميع بأن التحكيم المونديالي (في خطر) وهذه  قاعدة إعتقدوها لحد اليقين, ولكن هنا بات لابد من تطبيق مبدأ بأن لكل قاعدة شواذ وبالفعل كان ذلك على يد عدد قليل من الحكام ابرزهم الدولي الجزائري جمال حيمودي والذي ادار لغاية الآن ثلاثة لقاءات في البرازيل كحكم للساحة ومباراة واحدة كحكم رابع ولم يغب عن اي جولة في المونديال وكان حيمودي قد أدار كل مبارياته بكفاءة واقتدار وحنكة تحكيمية على اعلى مستوى وأثبت للجميع مدى جاهزية الحكم العربي وقدرته على قيادة اصعب مباريات البطولة, فحيمودي والذي تم إختياره كأفضل حكم إفريقي لعامي 2012 و 2013 ووضع الثقة فيه لإدارة مباريات كأس القارات عام 2013  ومباريات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عام 2008، وكأس العالم للشباب تحت 20 سنة عام 2011 وكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عام 2012. ودوري أبطال أفريقيا لثلاث دورات ، وادارة نهائي كأس الأمم الأفريقية عام ٢٠١٣ بالإضافة الى كأس الإتحاد الإفريقي , فضلاً عن إدارة مباريات تصفيات كأس العالم وكأس متازة وإختياره كافضل حكم عربي لعامي 2012 و2013 , هاهو الآن يتألق في سماء البرازيل ويسير بخطى ثابتة نحو الأدوار النهائية ليعوض الخروج المشرف لمنتخب الجزائر الذي خرج على يد الألمان في مباراة مثل فيها العرب خير تمثيل .
مباراة حيمودي الأولى في كأس العالم بنسخته الحالية كان فيها حكما رابعا عندما قابلت البوسنة الارجنتين وكانت في الجولة الاولى من دور المجموعات , بعد ذلك أدار حيمودي لقاء هولندا واستراليا في الجولة الثانية من نفس الدور حيث قادها بتألق ملفت وادارة كبيرة تنم عن خبرة واسعة تأهله للمضي قدما فوق اراضي السامبا , بعدها تم تكليف حيمودي بإداراة ثالث لقاءاته في المونديال والثاني له كحكم للساحة عندما ادار مباراة انجلترا مع كوستاريكا في الجولة الختامية من الدور الاول , هذه المباراة التي أكد فيها حيمودي علو كعبه في هذا المحفل الكبير , والدليل الأكبر على ذلك تجديد الثقة فيه من قبل الفيفا وتكليفه بإداراة مباراة الولايات المتحدة الامريكية وبلجيكا في الدور الثاني من المسابقة حيث كانت الشاهد الاكبر على عدالة صافرته وإبداعه الملفت, ليؤمن الجميع بأن حيمودي هو الحكم الأفضل في مونديال البرازيل حتى اللحظة .
نعم فهذا هو التنافس الذي كنا نتحدث عنه بين الحكام وها و حيودي قد تأهل للدور الثاني من المونديال وبإذن الله سنشاهده في قاد الادوار مبدعاً كا عودنا ومتألقا كما عهدناه وعلى قدر المسؤولية كعادته , ومن باب معرفتي الشخصية بحيمودي وعلمي بأمانته ودقته وصرامته وعدالته , أقولها بكل امانة بأنه خير حكم يستحق الوصول لنهائي الماراكانا وذلك ما نتمناه ونتوقعه بإذن الله تعالى
أحدث أقدم