*يا شعب بلادي كل عام حيين بخير حد ما يوقفنا كان العالي لكبير * هي الكلمات التي أريد أن أستهل بها كلمات لساني الذي صمت صمتا رهييا لحظة مشاهدته للصورة الدموية التي تناقلتها و سائل الإعلام العالمية في يوم المسلمين الجمعة و التي تتزامن مع أعظم الأشهر عند المسلمين ، بمقتل 28 شخصا على الأقل من بينهم سياح أجانب وإصابة أكثر من 12 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة في هجوم استهدف فندق – امبريال مرحبا – بمدينة حمام سوسة الساحلية أحد أجمل مدن إفريقيا الشمالية .
سيناريو يعيد بذلك الصور السوداء التي كانت شاهدة عليها الجزائر في زمن ماضي أو حتى تلك التي عرفتها تونس أيام البوعزيزي إلى الإغتيالات التي طالت شخصياتها و رموزها النضالية أو حتى حادثة متحف باردو الشهير بالعاصم تونس في 18 مارس الماضي لما قتل 21 سائحا أجنبيا ورجل أمن تونسيا في هجوم نفذه مسلحان وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
بلاد الترجي ، النجم ، الإفريقي ، و الصفاقصي كثيرا ماكانت البلاد التي إحتضنت الجزائر شعبا و حكومة أيام الثورة التحريرية المجيدة من خلال تقديم الدعم العسكري و المؤونة الغذائية وغيرها من المواقف التي تحسب على الجارة و لعل تأسييس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم داخل الأراضي التونسية و الذي ساهم في تدويل القضية الجزائرية هو أصدق تعبير و أبسط مثال عن ذلك ، زيادة على أن تونس كانت الدولة الوحيدة في العالم التي فتحت كل أبوابها للجزائريين أيام التسعينيات في وقت كان جواز سفر الجزائري لاقيمة له لا من قريب ولامن بعيد.
شغل ، حرية ، كرامة وطنية هي الكلمات التي بنيت من أجلها ثورة الياسمين في حين لساني يبرز أن المرحلة السياسية و الأمنية التي تمر بها بلاد الخضراء هي نفسها تقريبا من الناحية السطحية تلك التي فقدة فيها الجزائر 100 ألف مواطن جراء إنفلات أمني غير مسبوق و إنشقاقات عسكرية و سياسية في أعلى هرم السلطة من الناحية الداخلية وتفاقم أوضاع البلاد و الشعب من الجانب الإجتماعي و الإقتصادي الأمر الذي ولد تطايرا في الرؤوس و رصاص يلهث وراء الشخصيات و المواطنين من سياسين و صحفين و فنانين تسببت لهم أرائهم و أقلامهم في أسوء حادثة قد تقع لإبن أدم.
الضربة الموجعة التي إرتطمت بأراضي العلم و المعرفة ،السياحة و الثقافة قد تفرح الكثير من الذين إتخذوا السلطة في تونس هدفهم على حساب البلاد و العباد خاصة من جعل من اللباس الديني طريقا لكسب قلوب الناس و حقن دمائهم فيما بعد فالفيلم القصير - صمود - لمخرجه أمين شيبوب و في أحد مشاهده أبرز من جديد أن التطرف الديني عاد لينخر جسد الأمة الإسلامية عامة و التونسية على وجه الخصوص.
الضرب الصريح للإقتصاد التونسي و الكره الشديد للبلاد يظهر في هاته الأعمال المتطرفة التي يقودها من يزعم أنه يريد الخير للوطن من خلال فرض هذا و ذاك ، في حين أن الخير هو إحتواء السيئ و الإستثمار في الأحسن بإعتبار أن أن السياحة في تونس تعتبر أحد أحد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية .
الصفحة الرسمية – زكريا مستوي zakaria Mestoui
موقع سبـــــــورت آلــــــجـــيــــريـــا مـــتـــضـــامــــن مــع الـــإــ خـــوة الــــــــتـــــوانـــســة
موقع سبـــــــورت آلــــــجـــيــــريـــا مـــتـــضـــامــــن مــع الـــإــ خـــوة الــــــــتـــــوانـــســة
بقلم : زكريا مستوي
Tags
مقالات