-->

ريكيتس يحلم بالعودة إلى كأس العالم مع ريجي بويز


يتذكر دونوفان ريكيتس صيف عام 1998 كما لو كان بالأمس. وفي حديث لموقع FIFA.com، قال الحارس المخضرم ضاحكاً، وهو يستحضر رحلة جامايكا الأولى والوحيدة لكأس العالم FIFA: "الناس يسألونني عن نهائيات فرنسا 98، ويطلبون مني مقارنة هذا الفريق مع ذلك الجيل في كل مقابلة أجريها. لقد مضى زمن طويل على ذلك، حيث كنت صغير السن آنذاك."

حينها، كان زملاء ريكيتس الحاليون يكتفون بمشاهدة ريغي بويز على شاشة التلفاز ويلعبون مع رفاقهم في الأحياء والأزقة والشوارع، إذ كانوا لا يزالون أطفالاً صغاراً في عام 1998 والحلم يراودهم بأن يكونوا تحت الأضواء هم أيضاً في يوم من الأيام. أما ريكيتس فقد كان هناك قلباً وقالباً، حيث كان الحارس الاحتياطي في المنتخب الوطني وعمره لا يتجاوز 20 عاما. وقال حامي عرين بورتلاند في الدوري الأمريكي الممتاز "إن تلك التجربة كانت ضرباً من الجنون. إنها تعني الكثير لي ولجامايكا".

وأضاف الكابتن الثاني في المنتخب والذي اقترب من الاحتفال بمباراته الدولية المئة وهو في الخامسة والثلاثين من عمره: "فريق 98، كان أفضل من الفريق الحالي. معظمنا كنا نلعب في النوادي المحلية في جامايكا، حيث كنا معا في الملعب يوماً بعد يوم". ثم استطرد في مقارنة ذلك المنتخب الذي جذب اهتمام العالم تحت إمرة المدرب البرازيلي رينيه سيمويس: "قد يكون لدينا لاعبون أفضل الآن، وخاصة من الناحية الفنية، ولكن من الصعب مضاهاة جيل 1998 من حيث التفاني والالتزام."

بداية قوية في أزتيكا
وثيودور ويتمور هو من يدرب جامايكا الآن، علماً أنه سجل مرتين ضد اليابان في تلك النهائيات الخالدة قبل ما يقرب من 15 عاما. وقال نجم ريغي بويز السابق إن "هذا الفريق لديه الآن القدرة على مضاهاة الفريق الذي مثل البلاد في فرنسا". وبينما يركز ريكيتس على ضرورة أن يقضي اللاعبون وقتا طويلا مع بعضهم البعض، فإن المدرب المعروف بلقب تابا خلال أيامه في الملاعب يصر على أهمية الانضباط والالتزام في صفوف الفريق، بغض النظر عن مدة المعسكرات الإعدادية.

وقال ريكيتس ضاحكاً "لقد أجرينا دورتين تدريبيتين فقط قبل ذهابنا إلى المكسيك،" في إشارة إلى التعادل التاريخي (0-0) الذي أحرزته جامايكا في أزتيكا خلال المباراة الافتتاحية للدور النهائي من تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي الشهر الماضي، مما يؤكد عزم ريغي بويز على العودة إلى الساحة العالمية من جديد، عبر التأهل للبرازيل 2014.

وبالفعل، كان ذلك التعادل الثمين في المكسيك، ضد زعيم المنطقة، هو الأول من نوعه بالنسبة لجامايكا. فقد لعب ريكيتس في مناسبات كثيرة على ملعب أزتيكا الشهير خلال مسيرته الطويلة، ولكنه كان دائماً يغادره وعلامات الحسرة واليأس مرتسمة على محياه. بيد أن احتفالات اللاعبين على أرض الملعب بعد صافرة النهاية، وبين ويتمور والبدلاء على خط التماس إنما تعكس ما تعنيه بالضبط تلك النتيجة لأحفاد بوب مارلي.

وأضاف ريكيتس، الذي لعب في انجلترا مع برادفورد سيتي واختير أفضل حارس مرمى في الدوري الأمريكي الممتاز عام 2010 عندما كان يحمي عرين لوس انجلوس جالاكسي: " لقد أحبطنا المكسيكيين، والكل رأى ذلك بأم عينه. تخلصنا من ضغط الجمهور المحتشد بكثرة وعندما بدأنا نتبادل التمريرات فيما بيننا، بدؤوا يهتفون لنا ويساندوننا فيما أخذوا ينتقدون فريقهم!"

ويرفض ريكيتس الحديث عن كونه بطل المباراة بلا منازع، رغم أنه كان عملاقا حقيقيا خلال الدقائق الـ90 في أزتيكا. فقد كان بالمرصاد لكل الكرات الطويلة وكان سداً منيعاً أمام أبرز مهاجمي تريكولور، وخاصة هداف مانشستر يونايتد خافيير هيرنانديز الذي أحبط كل محاولاته في اللحظات الأخيرة.

ربما كانت تلك أفضل مباراة في حياته، لكن ريكيتس أصر على عدم تقمص دور البطل: "لم يكن ذلك بفضلي أنا وحدي، ولكن بفضل دفاعنا بأكمله. قبل المباراة عقدنا العزم على تحقيق شيء ما، فلعبنا من أجل التعادل. نجحنا في الحد من سرعتهم على الجناحين حيث لعبنا بأربعة في خط الدفاع. "

المضي قدماً
أتيحت للجامايكيين فرص للفوز أيضاً. ذلك أن زميل ريكيتس في فريق تيمبرز، ريان جونسون، الذي دخل بديلاً للهداف لوتون شيلتون، لم يتمالك نفسه فأضاع محاولتين واضحتين. وعلق حارس ريجي بويز على ذلك بالقول: "كان بإمكاننا أن نفوز، ولكن لنكن واقعيين. هذه النقطة في عقر دار المكسيك تعتبر بداية جيدة".

ومع ذلك، يحذر الحارس المخضرم رفاقه من التهاون في المباريات المقبلة، لأنه يدرك أن الطريق البطولة السداسية شاق وطويل، إذ يتخلله الكثير من الصعود والهبوط، حيث أوضح بنبرة تنم على الجدية والواقعية: "لقد حققناً إنجازاً كبيراً خارج ملعبنا، ولكن إذا لم نتمكن من الدفاع عن تلك البداية الجيدة داخل قواعدنا، فإن كل ذلك لا طائل منه، ولن يهم على الإطلاق."

جامايكا مقبلة على اختبار ثانٍ في 22 مارس\آذار على ملعب ذي أوفيس في العاصمة كينجستون ضد ضيفها منتخب بنما، الذي تحسن كثيرا في السنوات الأخيرة. وقال ريكيتس، الذي ولد في مونتيجو باي: "نحن لم نفز أبداً على بنما في التصفيات، وهذا سيشكل حافزاً إضافياً بالنسبة لنا. من الصعب جداً اللعب في هذا الاستاد المهول، حتى بالنسبة لنا نحن الجامايكيين، إذ تكون الأجواء ساخنة، ويقف المشجعون فوقك مباشرة".

وبعد أربعة أيام على تلك الموقعة، سيسافر ريكيتس وزملاؤه إلى كوستاريكا لملاقاة التيكوس في سان خوسيه. وختم الحارس العملاق (1.95م) حديثه بالقول: "سوف نسعى لانتزاع نقطة هناك، هذا ما نطمح له خارج قواعدنا. هذه هي الطريقة التي سنحقق بها المبتغى. العودة إلى كأس العالم تعني الكثير بالنسبة لجامايكا. البلد بأكمله سيؤوازرنا مرة أخرى".

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم