بايرن ميونيخ تسقط "اليوفي" مجددا على أرضه و ميسي يعيد برشلونة من الباب الخلفي
byTahar Zain-
0
حسم فريق بايرن ميونيخ الألماني تأهله إلى الدور قبل النهائي لبطولة دوري
أبطال أوروبا، مكررا فوزه على ضيفه فريق يوفنتوس الإيطالي بهدفين للاشيء في
لقاء الإياب لدور الثمانية والذي جمع بينهما مساء اليوم أحرز
هدف بايرن الاول المهاجم الكرواتي ماندزوكيتش في الدقيقة 64، وأضاف لاعب
بيرو " البديل" بيتزارو الهدف الثاني في الوقت المحتسب بدل ضائع من أحداث
اللقاء. ونجح الفريق الألماني من فرض سيطرته على معظم مجريات
اللقاء، بفضل تفاهم لاعبيه وتفوقهم مهاريا وتكتيكيا، مدعمين بمعنويات الفوز
الذي حققوه في لقاء الذهاب، في الوقت الذي ظهر فريق " السيدة العجوز"
باداء بعيد تماما عن المتوقع خاصة وان المباراة أقيمت على أرضه ووسط
جماهيره، ولكنه خيب كل الآمال، ولم يقدم ما يشفع له التأهل إلى المرحلة
التالية ليتفرغ للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي الذي يحتل صدارته. خاض
اليوفي اللقاء معتمدا على طريقة 3-5-2، بوجود بوفون في عرين الفريق،
وأمامه الثلاثي الدفاع بارزال وبونوتشي وكيلليني، في حين شغل منطقة
المناورات خماسي غلب على أدائهم الشكل الدفاعي، وهم بادوين وبوجبا وبيرليو
وماركيزو واسامواه، وفي الهجوم الثنائي فابيو كوالياريلا وميركو فوستيش. وفي
المقابل كانت تشكيلة بايرن أكثر فاعية وسيطرة، إعتمادا على طريقة 4-2-3-1،
بوجود مانويل نوير في حراسة المرمى، أمامه الرباعي "المتمكن" فيليب لام
وفان بوتين ودانتي بونفيم والابا، وأمامهم ثنائي إرتكاز دفاعي لوسط الملعب
مكون من مارتينيز وشفاينشتيجر، وثلاثي هجوم "متحرر" مكون من روبين ومولر
وفرانك ريبيري، ورأس حربة وحيد ماريو ماندزوكيتش. ورغم البداية
الهجومية الواضحة من فريق السيدة العجوز، في محاولة لإحراز هدف يمنحهم
الأمل في تضييق نتيجة الذهاب، إلا أن المحاولات الإيطالية أفتقدت الفاعلية
وأتسمت بالرعونة في ظل أداء متزن ورصين من رباعي الدفاع الألماني، تدعمه
ثقة واضحة من نتيجة لقاء الذهاب. وضح القراءة الجيدة من قبل يوب
هانكس المدير الفني للبايرن للقاء مسبقا، حيث كان التركيز على الجبهة
اليمنى التي تعاون فيها أكثر من لاعب سواء فيليب لام من الخلف ومن أمامه
روبين علاوة على عملية تبادل المراكز مع ريبري، وكان من سمة جهود هذه
اللجنة إيقاف نشاط الجبهة اليسرى لليوفي في وجه أسامواه رغم محاولات ماركيز
تدعيم هذه الناحية. بمرور الوقت سيطر بايرن ميونيخ على مجريات
اللقاء، بفضل وجود أكثر من صانع لعب قادر على الرؤية الجيدة للملعب سواء
روبين أو مولر او ريبري أو شفاينشتيجر، لذا كان الأداء سلسا وبسيطا، في
الوقت الذي كان تركيز اليوفي واضح على لاعب وحيد هو بيرليو في وسط الملعب،
فكانت العشوائية سمة غالبة على اداء السيدة العجوز. يحاول يوفنتوس
تعويض إخفاقة في الوصول إلى مرمى نوير بهجمات منظمة سواء من على الأطراف أو
من العمق، فيعتمد على التسديد القوي، ومن إحداها يطلق بيرلو صاروخا من
ركلة حرة على حدود المنطقة يتألق نوير ويخرجها إلى ركنية ببراعة ( ق 24). ويتسم
اللعب ببعض القوة -وهي سمة أداء الفريقين- التي تتطور في بعض الإحيان إلى
خشونة في الإلتحامات، ويخرج المدافع فان بوتين للإصابة وينزل بدلا منه
بواتينج في دفاعات البايرن، ويرد الابا بتسديدة قوية يتألق الحارس المخضرم
بوفون ويخرجها إلى ركنية ( ق39). يستهل اليوفي الشوط الثاني بنشاط
وحيوية وجدية كانت غائبة في الشوط الاول، ويظهر كوالياريلا لأول مرة في
الكادر الهجومي، ويصوب صاروخ يمر بجوار الأيمن لنوير لتضيع فرصة الهدف
الأول للفريق الإيطالي. ولم يركن البايرن لمتابعة النشاط الملحوظ
لأداء أصحاب الأرض، لكنه يرد بنفس القوة والجديه، ويسدد روبين كرة جميلة
تجد القائم الأيمن لمرمى بوفون في إنتظارها حاميا شباك اليوفي من هدف أول
للضيوف ( ق 56). ومثلما حدث في الشوط الاول، لم تستمر فورة النشاط
الإيطالية كثيرة، وعاد بايرن ميونيخ لفرض سيطرته، وسريعا أسفرت السيطرة
الالمانية عن هدف التقدم بعدما نجح ماندزوكيتش في إستغلال الكرة المرتدة من
الحارس بوفون من لعبة مارتينز الطائرة ليودعها المهاجم برأسه في الشباك
بسهولة محرزا هدف فريقه الأول ( ق 64)، ويزيد من صعوبة الموقف على أصحاب
الأرض. يحاول كونتي مدرب يوفنتوس الإلحاق بالمباراة وتنشيط
هجومه، فيدفع بماتري وإيسلا بدلا من كوالياريلا "الغائب الحاضر" وبادوين،
ولكن ظل الشكل الهجومي المؤثر غائبا عن مرمى نوير حارس البايرن، بل بالعكس
ظل التفوق الميداني والإنتشار والتمركز لصالح الضيوف الذين زادت ثقتهم أكثر
فأكثر. ينجح لاعبو بايرن في تصدير اليأس إلى أصحاب الأرض،
فيهبط أداء اليوفي وتزداد سيطرة الفريق الألماني بدون رغبة في بذل مزيد من
الجهد أو إحراز أهداف أكثر بعد ضمان النتيجة بشكل كبير والتأكد من التأهل
إلى قبل النهائي دوري الأبطال إستنادا على نتيجة اللقائين. ضمان
النتيجة والتأهل تدفع هاينكس إلى إستغلال الوقت المتبقي من اللقاء في تجهيز
لاعبيه للمواجهة المقبلة، فيدفع بلاعبه بيتزارو بدلا من ماندزوكيتش صاحب
هدف بايرن الوحيد. وتحولت الدقائق المتبقية من اللقاء إلى شبه
تقسيمة في ظل سيطرة كاملة لبايرن ميونيخ، إلى أن نجح البديل بيتزارو في
أحراز الهدف الثاني لفريقه مستفيدا من تمريرة شفاينشتيجر البينية داخل
منطقة الجزاء، ليطلق الحكم بعدها صافرته معلنا تأهل بطل البوندسليجا إلى الدور قبل النهائي في دوري الأبطال.
تأهل فريق برشلونة إلى الدور قبل النهائي من دوري أبطال
أوروبا بعد تعادله مع باريس سان جيرمان 1-1 في المباراة التي أقيمت بينهما
بملعب الكامب نو معقل الفريق الكتالوني ، وبهذه النتيجة تأهل البارسا، حيث
كانت نتيجة الذهاب بملعب حديقة الأمراء قد إنتهت بالتعادل 2-2 ويستفيد
برشلونة من قاعدة إحتساب الهدف بهدفين خارج الملعب في حال التعادل ليكتمل
مربع الكبار بفريقين أسبانيين هما الريال والبارسا واَخرين ألمانيين هما
دورتموند وبايرن. تأثر البارسا بغياب
ملهمه ميسي في الشوط الأول ، ووضح عدم الفعالية الهجومية للفريق، بينما
تألق لوكاس خلال هذا الشوط ، وأعطى الأفضلية لسان جيرمان وفي الشوط الثاني
أحرز باستوري هدف التقدم للباريسيين (د50) ، ويلجا فيلانوفا لميسي الذي
أعاد الإتزان للبارسا ليحرز بيدرو هدف التعادل (د71 ) دخل
تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة اللقاء ، وهو يعلم أن التعادل السلبي
يصعد بفريقه لقبل النهائي ، ولكنه لعب من أجل الفوز وخاصة أنه يلعب داخل
جدران النادي الكتالوني ، ولذلك لعب بالطريقة المعتادة 4-3-3 بتقدم دافيد
فيا ، وبيدرو وبجوارهما فابريجاس المتألق مؤخرا بدلا من ميسي المصاب الذي
جلس على مقاعد البدلاء
أمام
أنشيلوتي المدير الفني لباريس سان جيرمان دخل اللقاء ، وهو لا يفكر سوى في
الفوز الذي يأهله للدور قبل النهائي فلعب بطريقة 4-4-2 بتقدم الثنائي
إبراهيموفيتش ، ولافيتزي ومن خلفهما رباعي الوسط الذي ينضم للهجوم عند
إمتلاك الكرة
الإثارة والمتعة وضحت
مع صافرة البداية ، فالإعصار الكتالوني بدأ مبكرا منذ الدقيقة الأولى ، وفي
أول إختراق لفابريجاس تمت عرقلته خارج منطقة الجزاء ليربح البارسا أول
ركلة مباشرة بعد دقيقتين فقط تصدى لها تشافي ، وسدد قذيفة قوية مرت بجوار
القائم الأيمن لسلفاتوري حارس الفريق الباريسي .
إستراتيجية
أنشيلوتي إعتمدت على إغلاق المساحات أمام منطقة الجزاء من خلال دفاع
المنطقة ، حتى لا يمنح لاعبو برشلونة فرصة لإختراق الدفاعات ، مع الإعتماد
على السرعة في التمرير أو إرسال الكرات الأمامية للثنائي إبراهيموفيتش ،
ولافيتزي عند إمتلاك الكرة ، لتنفيذ هجمات مرتدة سريعة مستغلا تقدم لاعبي
وسط برشلونة . لم يظهر نجوم البارسا
بالشكل الرائع الذي ظهروا عليه في لقاء ميلان بالكامب نو ، ووضح تأثر
الفريق بغياب الملهم ميسي ، فلم يستطع اللاعبون إختراق الدفاعات القوية ،
وظهر فارق المهارة بين البرغوث الأرجنتيني وباقي الفريق ، بإستثناء إنييستا
الذي حاول كثيرا ، ولكن لم يخدمه عدم تحرك لاعبو الهجوم في المناطق
الخالية بدون كرة ، ولم تتغير طريقة لعب الفريق الكتالوني الذي إعتمد على
التمرير القصير ، وتحرك الفريق ككتلة واحدة . إكتسب
لاعبو باريس سان جيرمان الثقة مع مرور الوقت ، وخاصة أن أنياب الكتالونيين
لم تظهر ، وتألق لوكاس في أكثر من مناسبة حيث أنقذ فالديز حارس البارسا
تسديدة قوية له ثم رأسية متقنة كادت أن تسكن شباك برشلونة لولا براعة
الحارس . مع إنتقال السيطرة التامة
لسان جيرمان ، وتعدد الركنيات أدرك نجوم البارسا خطورة الموقف ، وعادوا مع
الدقائق الأخيرة للهجوم من أجل إحراز هدف قبل إنتهاء الشوط الأول ، ولكن
هجوم برشلونة التائه وضح عدم تجانسه ، فلم يشكل خطورة على مرمى الضيوف
بخلاف لوكاس ولافيتزي اللذان أرهقا دفاع الفريق الكتالوني وينتهي الشوط
بالتعادل السلبي . الإقتناع بالتشكيل
وطريقة اللعب كان لسان حال فيلانوفا وأنشيلوتي حيث لم يجريا أي تغييرات مع
مطلع الشوط الثاني .. وظهرت رائحة العطر الباريسي سريعا مع بداية الشوط
الثاني وتحديدا في الدقيقة 50 فمن هجمة مرتدة سريعة قادها باستوري مررها
لإبراهيموفيتش الذي أعادها له مرة أخرى ببينية متقنة فسددها في الزاوية
اليسرى لفالديز محرزا الهدف الأول الذي ترجم السيطرة والخطورة للباريسيين
.. ووضح تماما أن أنشيلوتي لعب بطريقة ريال مدريد وإستنسخ إستراتيجية
مورينيو . لم يجد فيلانوفا حلا بعد
إستقبال مرمى فريقه لهدف مع بداية الشوط سوى الإستعانة بالمنقذ ميسي وأجرى
تغييرين حيث دفع بميسي بدلا من فابريجاس وبارترا بدلا من أدريانو لتصحيح
الأخطاء الدفاعية التي إستغلها الفريق الباريسي . عندما
يقول البعض أن ميسي هو كلمة السر في فوز برشلونة بالبطولات فإنهم لم
يخطئوا فبمجرد نزوله تغير أداء الفريق الكتالوني وأصبح كالإعصار بعد إرتفاع
الروح المعنوية للبارسا وفي الدقيقة 71 قاد البرغوث هجمة إخترق بها
دفاعات سان جيرمان ومررها لفيا الذي أعادها لبيدرو الذي سددها متقنة لتسكن
الزاوية اليمنى لسلفاتوري حارس الفريق الباريسي محرزا هدف التعادل . واصل
برشلونة هجومه بغية إحراز هدف ثان يعيد الإطمئنان لجماهيره ولكن هدأ اللعب
قليلا وحاول لاعبو سان جيرمان إعادة السيناريو مرة أخرى وإحراز هدف التأهل
ويدفع أنشيلوتي ببيكهام في الدقائق الأخيرة بدلا من فيراتي ولكن الدقائق
تمر سريعا لينتهي اللقاء بالتعادل ويصعد برشلونة لقبل النهائي من الباب
الخلفي.