حقق روما رقمًا تاريخيًا جديدًا بحصد 15 نقطة بعد 5 جولات من بداية السيري آ، ذلك بعدما هزم مستضيفه سامبدوريا بهدفين دون رد على ملعب لويجي فيرارس ضمن الجولة الخامسة للبطولة، وقد تقدم الفريق في الشوط الثاني عبر مدافعه مهدي بن عطيه قبل أن يؤكد الإفواري جيرفينيو الفوز بالهدف الثاني قبل دقائق قليلة من النهاية، وبهذا الفوز تصدر فريق المدرب رودي جارسيا الدوري الإيطالي منفردًا للمرة الأولى مستغلًا تعادل نابولي مع ساسولو في سان باولو.
رودي جارسيا بدأ اللقاء بوضع الثنائي الأساسي فرانشيسكو توتي وأليساندرو فلورينزي على دكة البدلاء، بل وأضاف لهما آدم ليايتش وفضل الدفع بماركينيو وماركو بورييلو في الهجوم بجانب الإفواري جيرفينيو، فيما لم يُجر أي تغييرات على الدفاع والوسط.
ومما يبدو أن "السلبية والأداء المتوسط المستوى" سيصبح عنوان أداء روما في الأشواط الأولى من مبارياته هذا الموسم، إذ لم يقدم الفريق الوجه الهجومي المتوقع منه في الـ45 دقيقة الأولى من مباراة ملعب لويجي فيرارس بعدما عابه البطء في التحضير وغياب التحرك دون كرة وسوء اللمسة في الثلث الهجومي، ولذا جاءت أفضلية الفريق خلال النصف ساعة الأولى من الشوط سلبية ودون أي هجمات جادة باستثناء واحدة بدأت بتمريرة طويلة ليستقبل بورييلو الكرة ويُجهزها لماركينيو الذي سدد بشكل سيء، وقبلها كان هناك شبه فرصة باختراق من مايكون في الجانب الأيمن ثم تمريرة عرضية لم يجد دا كوستا مشكلة في التصدي لها.
سامبدوريا على الجانب الآخر لعب مباراة معقولة تمامًا، فقد ظهر بشكل منظم جدًا في الدفاع بإغلاق المساحات وتشديد الضغط في وسط الملعب واللجوء للعب البدني القوي في بعض الفترات، وسيطر بهذا على هجوم روما وتحركات لاعبي وسطه، وقد حاول الفريق المباغتة بالهجمات المرتدة مستغلًا سرعة ومهارة الثنائي مانولو جابياديني وجيانلوكا سانسوني لكنهما ورغم جهدهما الواضح لم يصنعا الكثير لغياب الدعم من الوسط، ولم تسنح للفريق سوى فرصة واحدة كانت الأخطر للطرفين في الشوط الأول وقد بدأت بتمريرة خاطئة من بورييلو تجاه مدافعيه إلا أن جابياديني كان الأسرع منهم وخطف الكرة وانطلق نحو المرمى ثم سدد لكن مورجان دي سانتيس تصدى للكرة بامتياز في الدقيقة 33.
الحدث الأهم في الشوط الأول لم يكن له علاقة بالأداء الفني أو نتيجة اللقاء، بل بإصابة الظهير الأيمن لروما "دوجلاس مايكون" وخروجه من الملعب في الدقيقة 35 وقد دفع المدرب جارسيا بالشاب دودو بدلًا منه ليلعب في الجانب الأيسر من الدفاع وينتقل فيديريكو بالزاريتي للجانب الأيمن لتعويض لاعب مانشستر سيتي السابق.
الشوط الثاني انطلق دون تغييرات من المدربين، وقد شهدت الـ15 دقيقة الأولى منه ندية واضحة سواء في الاستحواذ أو المحاولات الهجومية لكن أيضًا دون فرص خطيرة على المرميين بسبب سوء اللمسة الأخيرة وإجادة المدافعين، وقد دفع ذلك المدربين للتدخل فأخرج ديليو روسي جناحه باول وزوليك في الدقيقة 62 وأشرك بيركير بيارنسون وفي نفس الدقيقة خرج ماركينيو واشترك توتي بقرار من المدرب جارسيا والذي طرد من الملعب قبلها بدقائق قليلة، وقد بدت ملامح الغضب والاستياء على اللاعب البرازيلي خلال خروجه وبعد جلوسه على مقاعد البدلاء.
وسط تلك الندية من الطرفين، نجح روما في إحراز هدف التقدم بواسطة مهدي بن عطية بعدما تقدم المدافع المغربي من الخطوط الخلفية للأمامية في هجمة أبرز خلالها قدراته الممتازة في المراوغة الفردية، فقد راوغ أكثر من لاعب وتبادل الكرة مع كيفن ستروتمان ثم عاد للمراوغة داخل منطقة الجزاء ليتعرض للعرقلة، وفيما كان الحكم يستعد لإطلاق صافرته لاحتساب ركلة جزاء سدد بن عطية الكرة من الوضع جالسًا ليُحرز الهدف الأول لفريقه في الدقيقة 65 من اللقاء.
تغير شكل الملعب بعد الهدف بعدما بدأ سامبدوريا يستحوذ على الكرة ويُحاول الوصول لهدف التعادل فيما فضل روما العودة لمناطقه الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، وقد تحرك ديليو روسي مجددًا في الدقيقة 73 مشركًا المهاجم نيكولا بوتزي بدلًا من الظهير الأيمن لورينزو دي سيلفيستري ليُغير طريقة اللعب من 4-4-2 إلى 3-4-3.
تغيير روسي لم يحسن الكثير في أداء السامب الهجومي، فقد واصل الفريق استحواذه السلبي دون أي فرص حقيقية باستثناء محاولات عبر التمريرة العرضية من اليمين واليسار أو المحاولات الفردية لسانسوني وجابياديني، وقد طالب الفريق بركلة جزاء في الدقيقة 82 بعد احتكاك بين بن عطية والبديل أنتونيو باريلا لكن الحكم لم يحتسب شيئًا سوى إشهار البطاقة الحمراء في وجه لاعب أصحاب الملعب.
فلورينزي سجل حضوره في الملعب في الدقيقة 84 بديلًا لبورييلو، وبعد التغيير بدقيقة لعب السامب أفضل تمريرة عرضية له في المباراة لكن رأسية بوتزي لم تكن على مستوى التمريرة لتمر الكرة لخارج الملعب ويستمر تفوق الجالوروسي بهدف دون رد قبل النهاية بـ5 دقائق.
فارق الهدف اتسع لهدفين في الدقيقة 88 بعد هجمة مرتدة ناجحة قادها توتي ومنح التمريرة الحاسمة لجيرفينيو الذي انفرد بالحارس دا كوستا وسدد نحو المرمى ليُسجل الهدف الثاني والحاسم للثلاث نقاط وتحقيق إنجاز تاريخي في تاريخ روما بحصد 15 نقطة كاملة من المباريات الخمسة الأولى من السيري آ.
باريلا لم يبق طويلًا في الملعب، إذ حصل في الدقيقة 90 على البطاقة الصفراء الثانية وبالتالي الحمراء لخطأ ضد ميراليم بيانيتش، وقد ترك فريقه ينقاد للخسارة الثالثة هذا الموسم ليتوقف رصيده عند نقطتين فقط فيما يرتفع رصيد الذئاب القادمة من العاصمة إلى 15 نقطة يحافظ بها على صدارته.
Tags
الكرة العالمية