-->

الـمـناهــج الـكـرويــة فـي إفـريـقـيـا '' الحـلقـة الأولى ''




تـعتبر القارة السمراء أكثر اتحاد قاري يضم اتحادات دول حيث يصل العـدد إلى 54 اتحاد لذلك تحتوي الماما أفريكا على تـنوع الثقافات الرياضية و الكروية على غـرار تنوع مختلف ثقـافاتها الأخرى . وتنقسم القارة إلى خمسة مناطق تختلف كل منطقة حسب المستعمرات القديمة , وهذه حقـيـقة لا يمكن نفيها , وقد نالت المدرسة الفرنسية و البريطانية الحصة الأكبر في ترسيخ أصالتها من لغة وتاريخ وثقافة ثم تأتي بعد ذلك بدرجة أقل المدرسة البرتغالية و البلجيكية وتنقسم المدارس الإفريقية كالتالي شمال القارة – غرب القارة – شرق القارة – وسط القارة – جنوب القارة وسنتـناول اليوم في هذه الحلـقة : منطقة شمال افريقيا منطقة شـمال إفريقيا : رغم أنها منطقة واحدة إلا أنها تتميز بتنوع كبير أيضا مصر : كرة جماعية تعتمد عـموما على البنية المنفولوجية القوية , في رأيي لم تتأثر كثيرا في كرة القدم من جراء الحماية البريطانية بل استمدت أسلوبها من تـاريخ و روح الفراعنة المعروفين بقوتهم على كل الأصعدة ولهذا نجد المصريين دائما ما يسيطرون إفريقيا على مختلف الألعاب التي تتميز بالقوة الجسمانية ودائما ما يتسيدون الترتيب في الألعاب الإفريقية و بفارق شاسع وكبير عن باقي الدول الأخرى , في كرة القدم مثلا لما نشاهد بنية عمرو زكي أو المحمدي أو وائل جمعة أو السقـا نتوسم فيهم صفة الفراعنة حقـا مصر كانت دائما تملك مواهب جميلة أشهرهم طبعا الرائع يوسف الخطيب الذي يعتبر أحسـن لاعب في تاريخ الكرة المصرية فنيا في نظر أكبر المحللين المصريين بالذات لكن هناك من يقول أن أحمد حسن ومحمد أبو تريكة وحسام حسن هم الأفضل لو اعتمدنا على معيار الانجازات و التتويجات وبالأخص حسام حسن الذي لعب المونديال ويتحسر الكثيرون على عدم رؤية الجيل الذي توج ثلاثة مرات متتالية بكأس افريقيا في كأس العـالم من أجل اعطاء صورة كاملة وحقيقية عن الكرة في بلد الكنانة . ليبيا: لم تعطي ليبيا كرة القدم أولوية واهتمام كبير , ورغم أنها تعرضت للاحتلال الايطالي إلا أنها لم تتأثر بتاتا في كرة القدم بالأسلوب الإيطالي فالكرة في ليبيا لا تتميز بالأسلوب الدفاعي المحض مثلا بل هي كرة مهارية هجومية أكثر وهي تقترب إلى المدرسة الخليجية نوعا ما وعدا جيل 1982 الذي وصل إلى نهائي الكان وخسره
أمام غانا في طرابلس لم يبرز المنتخب الليبي كثيرا إفريقيا ولم سبق له الظهور عالميا لـكن لا يمكن أن ننسى لاعب رائع ممتع مثل : طارق التايب والمهاجم أحمد المصلي وصولا إلى لاعب متميز أيضا هو أحمد سعـد و نتأمل ونتمنى انتفاضة الكرة في عهد ليبيا الجديدة إن شاء الله تـونـس : كرة دفاعية وكأن تونس هي من تعرضت للاحتلال الإيطالي وليس ليبيا رغم أن المدرسة الفرنسية هي الأخرى بدنية تميل للدفاع أكثر لكن تبقى الصبغة الايطالية هي الأبرز ,شخصيا أعتبرها ايطاليا إفريقيا فعلا فهي كرة ذات ثقافة دفاعية في تكوينها وتعتمد على الكرات الثابتة وعلى بعض مهارات لاعبيها الممتازين في الجانب الهجومي من طارق ذياب مثلا مرورا الى زبير بية وزياد الجزيري وصولا إلى الدراجي والمساكني مع الإشارة أن التوانسة أصبحوا يعتمدون على المحترفين الذين تكونوا خارج تونس أيضا ويملكون أغلبهم تكوين فرنسي مثل : بن عاشور , بلعيد , الشيخاوي و لجأوا حتى إلى التجنيس مثل : كلايتون ودوس سانتوس في 2004ويعتبر المنتخب التونسي اختصاصي في الوصول إلى كأس العالم بطريقته الدفاعية الحصينة واستغلال أدنى الفرص والثغرات إلا أن البعض يرى أنه محظوظ لا غير الجـزائر : كرة متنوعة بين الدفاع والهجوم , في بداية الأمر كانت كرة جماعية محلية مهارية وجيل الثمانينات الرهيب ثم بعد ذلك تم اللجوء إلى المدرسة الفرنسية من خلال الاعتماد على اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية الذين تكونوا في فرنسا بسبب ضعف الإنتاج المحلي ويعرف عن الجزائر سابقا أنها مدرسة الكرات القصيرة الجميلة المتناقلة ويكفي أن ذكر الثلاثي ماجر , بلومي , عصاد للوقوف عند جمالية الأسلوب , ثم بعد ذلك أصبح الأمر يعتمد على القوة البدنية أكثر وهي مخلفات المدرسة الفرنسية طبعا ولم يظهر لاعبين كبار بعد الجيل الذهبي عدا موسى صايب وعبد الحفيظ تسفاوت إلى أن جاء جيل كريم زياني وزملائه بقيادة سعدان والطريقة الدفاعية الواضحة والآن فلسفة بوسنية فرنسية هجومية أكثر مع خاليلوزيتش تختلف نسبيا عن سابقيه 
المغرب : كرة هجومية مهارية ممتعة في كل فتراتها تقريبا فهي بداية شبيهة بالكرة الاسبانية ونظرا للحماية المزدوجة الفرنسية الاسبانية التي كانت على المغرب فقد استفاد المغرب كرويا من هذا المزيج وكذلك للعوامل المناخية فلا ننسى أن المغرب يطل أيضا على المحيط الأطلسي إضافة إلى البحر الأبيض المتوسط لذلك فالمغرب فعلا يعتبر من أبرز الدول الأفريقية في المتعة والفرجة الكروية فلا أحد لا يعرف : التيمومي وبودربالة ولا يتوقف المغرب فقط عند هذا الجيل بل هناك جيل مصفى حاجي والنيبت وبصير المتميز و الآن يعتمد المغرب هو الأخر على المحترفين هو الأخر نظرا لتأخر البطولات المحلية في شمال إفريقيا عن ما هو جاري في البطولات الأوروبية من تكوين صحيح للاعبين وتحضيرات بدنية علمية و......الخ و يعتمد المغاربة اليوم أكثر على لاعبين تكونوا في بلاد الكرة الشاملة وفي بلجيكا نظرا للجالية المغربية العريضة المتواجدة هناك . في الاخير نلاحظ أن منتخبات الجزائر وتونس والمغرب ورغم اختلافها النسبي في نمط لعبها إلا أنها تشترك وتتشابه في عوامل كثيرة تجعلها تنتمي إلى مدرسة واحدة في حين تختلف كل من مصر وليبيا عنهم لاعتمادهما على إنتاج محلي من الدوري في الحلقة القادمة سنتحدث عن المناهج الكروية في غرب القارة شكرا لكم
تقرير الناقد الرياضي الهاني خير الدين

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم